مصطفى سعيد ومجموعة أصيل في مهرجان الغُرَّة للآداب والفنون
2024 - 11 - 30
من 09:00 إلى 10:00 مساءً
المسرح الرئيسي - حديقة الأكسجين في المدينة التعليمية
الدوحة، قطر
الغُرّة للآداب والفنون | الصفحة الرئيسية
في هذه الأمسية نتابع رحلة مقامَين مسيرة ثمانية قرون؛ بدءً من القرن السابع الهجريّ، بداية التدوين النغميّ العربيّ الواضح.
تعدّدت أسماء هذا المقام أو ذاك في كتب النغم عبر العصور، لكن بقيَت أبعادها واستمرّت طبائعها شاهداً على عراقة هذه الحضارة وأصالتها. فالنظام النغميّ صنع الحضارة، أمّا القوالب والأشكال فصنع البشر حسب زمانهم وظروف حياتهم.
يُشاع في الأوساط المعهديّة الموسيقيّة أنّ العرب لم يعرفوا التدوين النغميّ، لذا، في رأيهم طبقاً لفرضيّتهم هذه، يندر أن نجد أعمال عربيّةً باقيةً قبل عصر التسجيل.
كانت للحضارة الإسلاميّة نظم تدوين مختلفةً، فبعضهم استعان بالنظام الروميّ البيزنطيّ، وفي العصر العثمانيّ الوسيط، بدأ بعض أهل النغم استعمال التدوين النغميّ الإفرنگيّ، بتعديله ليلائم النظام النغميّ المقاميّ. وقبل هذا، كان نظام التدوين الأبجديّ، الّذي نجد له تنظيرٌ قبل القرن السادس الهجريّ، إنّما لم يُعثَر على نغمٍ يُقرَأُ ويؤدّى عزفاً وغناءً بهذا النظام إلّا في "كتاب الأدوار" لصفيّ الدين عبد المؤمن الأرمويّ البغداديّ منتصف القرن السابع الهجريّ. ألحانٌ نستطيع أداءها غناءً وعزفاً بسهولةٍ إذا أتقنّا هذا النظام، وأتقنّا مفاتيح أُخرى تسهّل الأمر، حيث كان أهل النغم جميعاً في ذاك الزمان يتقنونه سجيّةً. ببساطةٍ؛ هذه المفاتيح هي عين علوم العربيّة: فبعد إتقانها، يُركَّز في علم الصرف على أوزان العربيّة، أي تفاعيل الكلام المستخدمة في سائر علوم العربيّة، أبرزها العروض للشعر. بها، يسهل قسمة الكلام على النغم، والنغم على بعضه، أي إيقاع الوزن على دورة الإيقاع الثابتة في النصّ النغميّ.