March 30, 2018

في أمسية موسيقية بعنوان «القصيدة بين الإرث والمعاصرة»، فرقة «أصيل» أمتعت جمهور «جابر الأحمد الثقافي» بقصائدنا العربية العريقة

كتب مفرح الشمري

أقام مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي امس الأول حفلا موسيقيا غنائيا مميزا بعنوان «قصائد مغناة» لمجموعة «أصيل» للموسيقى العربية المعاصرة، بقيادة مؤسسها الفنان مصطفى سعيد وذلك على خشبة مسرح الدراما وهي المرة الأولى التي تزور بها هذه الفرقة الكويت وهي فرقة تخت معاصرة، تنتهج الطريقة التقليدية متماشيا مع روح العصر الذي نعيشه في وقتنا الحاضر.

وحضر الحفل جمهور غفير، وانقسم الى جزأين، ففي جزئه الأول استمع الحضور إلى ثلاث وصلات في مقامات الراست والسيكــــاه، حيــــث تغنت المجموعة عددا من القصائد العربية لشعراء كبـــــار مثــــل عمر بن الفارض والشـــــاب الظريف والشيخ عبدالله الشرقاوي، وفي جزئه الثاني غنت الفرقة قصيدة «البردة»، للشاعر الشاب تميم البرغوثي، على مقامات الدوكاه والسيكاه والجهاركاه والنوا وسط اعجـــــاب الحضور الذين استمتعوا بالموسيقى العربية الأصيلة الممزوجة بتراثنا العربي الأصيل.

روابط ذات صلة ..

خبر الأمسية على الأنباء

على الرأي

March 29, 2018

اللقاء في برلين: توحد مع فرقة أصيل في أبريل ٢٠١٨

 

APRIL

APRIL 13, 2018, 7:00 PM

CONCERT

AUTISM. THE ASIL ENSEMBLE FOR ARAB CONTEMPORARY CLASSICAL MUSIC

ST. ELISABETH-KIRCHEFREE ADMISSION, REGISTRATION REQUIRED, INTRODUCTION IN ENGLISH, DOORS OPEN: 6.30PMIN ENGLISH

Among the tell-tale signs of autism are a lack of social interaction combined with an elevated degree of alertness.
Mustafa Said uses this state of mind in his composition as a point of reference from which to delve into the depths of the human self. This is intended as a counterpoint to the dominant influence which Western trends have exerted on the evolution of Arabic music for more than 100 years now. His musical ensemble, Asil, is dedicated to creating music that is relevant today while being rooted in the classical Arabic tradition. The composition “Autism”, based on traditional Arabic melodies, is one result of these efforts.Introduction Kamal Kassar, AMAR Foundation, Beirut
Concert Asil Ensemble for Arab Contemporary Classical Music

REGISTRATION

Please register by 11 April 2018 if you wish to attend. Due to limited seating capacity, we can only guarantee you a seat if you pick up your tickets on the day of the event by 6:45 pm. A limited number of tickets will be available at the ticket office from 6:45 pm for those who decide to attend at short notice

, 2018, 7:00 PM

CONCERT

AUTISM. THE ASIL ENSEMBLE FOR ARAB CONTEMPORARY CLASSICAL MUSIC

ST. ELISABETH-KIRCHEFREE ADMISSION, REGISTRATION REQUIRED, INTRODUCTION IN ENGLISH, DOORS OPEN: 6.30PMIN ENGLISH

Among the tell-tale signs of autism are a lack of social interaction combined with an elevated degree of alertness.
Mustafa Said uses this state of mind in his composition as a point of reference from which to delve into the depths of the human self. This is intended as a counterpoint to the dominant influence which Western trends have exerted on the evolution of Arabic music for more than 100 years now. His musical ensemble, Asil, is dedicated to creating music that is relevant today while being rooted in the classical Arabic tradition. The composition “Autism”, based on traditional Arabic melodies, is one result of these efforts.Introduction Kamal Kassar, AMAR Foundation, Beirut
Concert Asil Ensemble for Arab Contemporary Classical Music

REGISTRATION

Please register by 11 April 2018 if you wish to attend. Due to limited seating capacity, we can only guarantee you a seat if you pick up your tickets on the day of the event by 6:45 pm. A limited number of tickets will be available at the ticket office from 6:45 pm for those who decide to attend at short notice

 

 

 

May 12, 2016

توحّد” مصطفى سعيد: تعيين “داخل” الموسيقى العربية.. لتطويره”

في حديثه عن الموسيقى العربية الكلاسيكية أو "الفصحى"، دائما ما يتكرر عند الموسيقي المعروف مصطفى سعيد تعبير "التطوير من الداخل". يضعنا هذا أمام تساؤل: ما هو هذا الداخل؟ وكيف نستطيع تحديده، كمستمعين لمقطوعة سعيد الأخيرة "توحد" التي يطلقها اليوم مع فرقته "أصيل"؟

يقول سعيد في حديث لـ"المدن" أن الموسيقى العربية التي يحاول "تطويرها"، توقفت منذ الثلث الثاني من القرن العشرين، واستمرارها الوحيد كان في بعض أشكال الإنشاد الديني. يمكن إذاً وصف "الداخل" الذي يريد سعيد تطوير الموسيقى العربية من خلاله بأنه "داخل متوقف" أو "متجمّد" موسيقياً منذ أزمنة متعددة. حاول سعيد الإمساك بهذا "الداخل" وبدأ بإزالة الجليد المتراكم عنه في مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية (AMAR) التي يديرها منذ العام 2010. تحوي المؤسسة أكثر من عشرة آلاف صوت عتيق و"باهت" كان محفوظا في اسطوانات، منذ بداية التسجيل الصوتي أواخر القرن التاسع عشر وحتى الثلث الثاني من القرن الماضي. يحاول سعيد معالجة تلك الأصوات وإعادة قراءتها من خلال معدات تتطور بشكل متسارع. وصار في إمكان ذلك الصوت العتيق ان يظهر اليوم بطريقة جديدة وبأن يعاد إحياؤه.

تبدأ مقطوعة "توحّد" من ذلك المكان العتيق وتحديدا من "دولاب عشيران" الذي يحيل الى موسيقى القرن التاسع عشر. يبدأ سعيد من تلك النغمات التقليدية التي تشكل الصوت الداخلي لأعماله بشكل عام، ثم يأخذنا منها الى أمكنة أخرى يختلط فيها الأليف و"القديم" مع الإرتجالي و"الجديد". لا يمكن إذاً الوصول الى "جديد" من دون الخروج من مكان قديم يعتبر شرط وجوده.

ولا يمكن كذلك تحديد "الداخل" الذي ينطلق منه سعيد من دون تحديد "الخارج" الذي يريد الوصول اليه. ينقسم هذا "الخارج"، وهو متطور حكما، الى نوعين: الأول نصل إليه انطلاقا من الداخل أو النواة وينطبق هذا على عمله "توحد"، أما الثاني فهو ذلك الخارج الذي نصل إليه عن طريق استعارة أساليب موسيقى دارجة وغير مرتبطة مع "النواة"، مثل الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية أو أنماط الروك أو الجاز وغيرها. ينطبق هذا على الأعمال الموسيقية العربية المهيمنة منذ الثلاثينيات، والتي تضم أعمال أم كلثوم وعبد الحليم وغيرهما.

هكذا يعتبر عمل سعيد نقداً واضحاً للنوع الثاني الذي يصفه بـ"موسيقى السلطة" والتي بدأت من خلال اتفاق الموسيقيين العرب خلال الثلاثينات على منهجية الوصول الى التطور عبر مسارات الموسيقى الأوروبية. لا ينفصل هذا عن سيطرة فكر الحداثة يومها على نخب العالم العربي، والذي يقول إن حاضرنا نحن العرب ليس سوى "ماضي" أوروبا، وإن كان علينا الوصول الى واقع جديد ومتطور يجب علينا سلوك خطى الأوروبيين في السابق والتي أوصلتهم الى ما هم عليه.

يضع هذا سعيد في تعارض مع السائد اليوم. فالموسيقى العربية التي يتحدث عنها لم تعد موجودة وقد أصبحت مختفية رغم محاولات توثيقها. أطلق سعيد على مقطوعته اسم "توحّد"، مستعيراً عنوان مقالة سياسية للناشط المصري علاء عبد الفتاح. يقول عبد الفتاح في المقالة: "نعيش كلنا وفقًا لمنظومة معقدة ومركبة ومتغيرة، لا يحتاج أغلبنا لتعلم تفاصيلها في البيت أو المدرسة، لكن يقف أغلب المتعايشين مع التوحد أمامها عاجزين؛ فتزيد عزلتهم إلا إذا بذل أحدهم الجهد المطلوب لتعليمهم المنهج الضمني"... يتماهى سعيد مع توصيف عبد الفتاح للتوحد، فهو اليوم يعيش تلك العزلة، رافضاً الدخول في الدارج. ينتمي سعيد الى مكان مهمّش ومتعارض حكماً مع "المنهج الضمني" السائد والمهيمن.

لكن على الرغم من تعارضه مع المهيمن عربياً، فإن سعيد على توافق مع حركة عالمية أكبر. يقول مثلاً: "هناك موسيقى فصحى في أوروبا وفي الهند وإيران ووسط آسيا والمغرب وأنا أستغرب إلغاءها عندنا منذ زمن طويل". كما يقر سعيد بأن الإعتراف الأوروبي بأعماله أكبر، والجمهور الأوروبي "معتاد على سماع أصوات متعددة"، على عكسنا نحن العاجزين سوى عن اللحاق بصوت واحد دارج في زمن معين. هكذا في محاولة سعيد، تكريس موسيقى عربية فصحى "أصيلة" يبدو منشدّاً الى سائد عالمي كي لا نقول أوروبي، أعاد الإعتراف بموسيقى الشعوب وأساليب تطورها الداخلية والتي تحاول البحث عن ذلك الأصل أو تلك النواة التي على كل شعب من شعوب ما بعد الإستعمار الإنطلاق منها لصناعة شخصية متفرّدة يرتكز عليها، عوضاً عن "نواة" أوروبية ومركزية يدور حولها.

يقع عمل "توحّد" بين هذه التناقضات كلها. فهو يتحدث مع جمهور عربي لم يعد معتادا على تلك الموسيقى، وفي حال قرر سماع العمل يبدو أن عليه بذل مجهود مضاعف لفهم المسارات التي يحاول أخذها. لكن ما يبدو ضرورياً قوله في النهاية أن العمل أقل ما يقال عنه بأنه يستحق أن نخطو نحوه خطوه اضافية ستمكننا حكماً من اكتشاف كنز موسيقي لعازف استثنائي ونادر اليوم في الموسيقى العربية.

* من نغم مصطفى سعيد وأداء مجموعة أصيل للموسيقى الفُصحى العربيّة المعاصرة، يُطلق إصدار «توحُّد» يوم الخميس 12 مايو/أيار 2016 في حفلة موسيقية في "مسرح المدينة" في بيروت، وقد سُجل في لقطة واحدة كمقطوعة تتجلّى بلا انقطاع لمدة 48 دقيقة، يؤديها 12 عازفاً مع آلاتهم الـ15.

تتكون مجموعة "أصيل" من محمّد عنتر، عبد الرضا قبيسي، مصطفى سعيد، خليل البابا، علي الحوت، غسّان سحّاب، جُس تُرْنْبُل، عماد حشيشو، بلال بيطار، فرح قدّور، رضا بيطار، فراس العنداري، عازفين على 15 آلة بما في ذلك عود، عود كبير، عود صغير، كمان، كمان وسـط، كمان كبيـر، قانون، سـنطور، طنبـور اسطنبولي، طنبـور بغـدادي، ناي (طبقة سفرجة، وطبقة جواب نصور) رّق، طبلـة بلـدي،ُ دمَبك،ُ دمَبـك ُزرخـانـة، عصي إيقاعيــة مختلفــة، شـوك دوزان وصحـن الجـرس النحـاس.

حسن الساحلي

نشر في المدن

April 25, 2016

مصطفى سعيد يلتحف «بُردة» البرغوثي ملحمة مقامية مترامية الأطراف

 

سحر طه

لن يختلف اثنان، استمعا الى أسطوانة «بُردة» للموسيقي المصري مصطفى سعيد، والشاعر الشاب تميم البرغوثي، بأن فيها بعض غرابة على الأذن والوعي، بطريقة إيجابية، ولا بد من الشعور حتى لغير المتخصص، بأنها عمل ذو قيمة فنية عالية، لما حوته من عناصر مكتملة النصاب.

الإضاءة على كل أركان الأسطوانة التي جعلت لها مكانة رفيعة وتفرداً بين اصدارات هذا العصر، يتعذر علينا في هذه العجالة، كونها عملاً مترامي الأطراف، متشعب المسالك والمسافات، متعدد المكونات، إذ هي أشبه بعمل ملحمي بلا حدود ولا نهايات، لكننا نحاول هنا قدر الامكان الإضاءة (وليس تحليل) على المحتوى الموسيقي على وجه الخصوص.

ورغم أن «بُردة» البرغوثي، معارضة لـ«بردة» البوصيري، ومن ثم «نهج البردة» لشوقي، ورغم تباعد الأزمان بين البردة الأولى والثانية والثالثة، إلا أن القاسم المشترك بينها هو الإنسان. وما يتعرض له من أحداث، تبدو شديدة الشبه، وكأنها تتكرر، رغم مرور الزمن، ورغم تغير الوجوه، والأمكنة، ولأن البرغوثي سليل ذاك الإنسان، أيضاً، ومرّ بظروف أشبه بما خَبره صاحبا البردتين السابقتين، والتي دفعته الى كتابة بردته في الألفية الثالثة، شارحاً ظروف كتابتها بالتفصيل في كتيب الاسطوانة المذكورة. لذا فإن حديثنا هنا بعيد من تناول القيمة الأدبية لشعر البرغوثي، كونه ليس من اختصاصنا.

كما ان سطورنا هنا ليست مقارنة، ولا مقاربة موسيقية بين «بردة» السنباطي لأم كلثوم، و»بردة» مصطفى سعيد، على أهمية تناول الأمر وضرورته، لكن في غير آن، بل من باب إبراز القيمة الموسيقية لهذا العمل، وماهية عناصر الابداع فيه وأسباب فرادته.

بالنسبة للموسيقى التي وضعها مصطفى سعيد لقصيدة «بُردة»، فإن مسألة الإبداع فيها تعدّ مرادفة للتجديد والابتكار، رغم ان البعض يستشعر فيها نبرة تراثية قديمة، فيما البعض الآخر يشعر بوجود شيء ما مختلف عن التراث، أو اصوات مغايرة، وغالباً ما يحمل إلينا ما لم نتوقعه، يسحب شيئاً ما في داخلنا وكأننا ننطلق معه الى عوالم فسيحة، والحقيقة ان كل من هؤلاء على حق، فالصيغ التي يعتمدها سعيد في صياغة ألحانه وبلورتها، تقوم على هذا المزيج المتماهي بين التراثي والحديث من دون الشعور بانفصال او حواجز بينهما بل ينسابان معاً في ليونة محببة، واضحة متأصلة في الأداء الصوتي والموسيقي، ومن ميزاته أنه يدهشنا، بما يمتلكه من وعي ومخزون من شتى مشارب الموسيقى العربية ومن بلدان مختلفة، فهو لم يتقوقع داخل موسيقى عصر النهضة المصرية، رغم نشأته عليها، بل انفتح على مدارس وخصوصيات موسيقى المغرب العربي ونهل من منابع «المقام العراقي» وتقاليد سلالمه الغريبة وغير المتداولة في بلدان أخرى، كما انفتح على ايقاعات تلك البلدان ايضاً، وهذا لم يأت إلا بعد دراسة وتمحيص وجهود سنوات من التمرس لكي تأتي ألحانه بهذا التنوع الرهيف وبالغ الفرادة، حدّ «الإدهاش» و»المفاجأة».

يغني الارتجالات فتعتقد لوهلة بأنك تسمع صوت أحد شيوخ اوائل القرن العشرين، المسلوب، الحامولي، عثمان، زكريا احمد..الخ. وما يلبث أن يفاجئك ببحة صوت أشبه بتقنيات مغني المقام العراقي محمد القبانجي او يوسف عمر، ومن ثم يوقظ الروح بإيقاع الجورجينا العراقي الخفيف الظل، ولا يترك للمستمع لمحة استراحة او ملل او خمول، فيتحول الى ايقاع مركب ومعقد هو «المحجّر»، الذي كان يستخدم في بعض الموشحات، ويستند اساساً على مقامات وسلالم عربية اصيلة «كالسيكاه» و»الجهاركاه» و»بنجكاه» وغيرها من السلالم التي هجرها ملحنو اليوم، لأسباب ليس أولها الجهل بالمقامات الشرقية، ولا آخرها استخدام آلات كهربائية غربية في التلحين.

ومن الممتع الاستماع الى «الوصلة»، التي حضرت مع لحن سعيد للبردة، وهي اختفت ايضاً مع ما اختفى من قوالب، خاصة التي كانت معتمدة في الحفلات، من دون التقيد الحرفي بل في إطار رؤيته هو لمفهوم الوصلة، حيث التصاعد اللحني وما يتطلبه الشعر والاحساس ببداية بطيئة الايقاع خفيضة النغم تمهيداً رويداً، لتصاعد المشاعر والطرب والوصول الى قمة السلطنة غناءً وموسيقى.

ولم تقتصر ثقافة سعيد الموسيقية وسعة اطلاعه على موسيقات عربية، بل وعلى أهمية فهم واستيعاب التمازج بين موسيقانا والموسيقى التركية والفارسية، والاستفادة منها بما يتلاءم وطبيعة تقاليدنا الموسيقية العربية، وإمكانات سعيد واسعة في هذا المجال كما أظهرت ألحانه.

ومصطفى سعيد، اضافة الى ما ذكرناه، فهو يعتبر أول موسيقي يبتكر فرقة موسيقية، «أصيل» بمواصفات عربية مشرقية شاملة، من دون ادخال آلة غربية. كانت في البداية تختاً موسيقياً تقليدياً عام 2003، عود وقانون وناي وايقاع، وبدأ سعيد يضيف آلات اخرى إليها لإغنائها مع إبقائها في مناخ شرقي بحت، فأضاف البزق، ثم «عود الباص» ثم «السنطور»، واليوم جعل لعائلة العود مكانة هامة، بأصواتها الحادة والمتوسطة والخفيضة (باص)، بديلاً من استخدام آلة الغيتار الغربية (الباص) او (الكونترباص) مثلاً، وبذلك منح الموسيقى صوتاً دافئاً كقاعدة متينة تستند اليها الاصوات الاخرى، كما استفاد من عائلة الكمان (السوبرانو) و(الفيولا) الوسط، و(التشيللو) كونها وترية تنطق ربع الصوت الشرقي، وبات «السنطور» الى جانب «القانون» جزءاً من فرقة سعيد، وهي الآلة المستخدمة في العراق وتحديداً في غناء قالب «المقام العراقي»، وتستخدم في إيران ايضاً، حيث هام مصطفى بموسيقاها وآلاتها مثل آلة «الزرب» أو (الضرب الطبلة) التي تختلف عن الطبلة العربية كما آلات «البندير» و»الطارة» بأنواعها.

إذاً هو شغف الموسيقي سعيد، بكل ما هو جديد ومختلف وغير متداول ومؤثر، ويمنح الفخامة والرهبة في آن، وما يجعل المستمع ينصت باهتمام، فتعلق الأنغام في ذهنه وذاكرته السمعية والوجدانية، وكل ما يصب في تغذية مخزونه، وتجديد دمائه الموسيقية، من دون اللجوء الى تقليد الغرب او الاقتباس منه او استعارة آلاته، وبرأينا هذه العناصر معاً شكّلت شخصية مصطفى سعيد الموسيقية المختلفة، وهذا ما قصده في عبارته التي ذيل بها غلاف اسطوانته بقوله تحت عنوان «بردة»، وصلة من المقام العربي المعاصر، «تجرّؤ على التراث تمرّد على الحداثة».

نعلم ان اسطوانة «بُردة» لن تنال الإنصاف الذي تستحقه اليوم، لكن الأكيد أن التاريخ سينصفها بعد سنوات.

نشرت في المستقبل

Copyright ©2021 Mustafa Said. All Rights Reserved. | created by Dahlia Rashad