سألني اليوم أحد الرفاق عن حوارٍ لسامي الشوّا مع مجلّة الشبكة، و ما أدراك ما مجلّة الشبكة، و عنوان المقال فيما معناه أنّ محمّد عبد الوهّاب و محمّد الموجي و كمال الطويل هم أحد أسباب تراجع الموسيقى العربيّة.
بته أنّي اطّلعت على الحوار، قرأه عليّ الأستاذ أحمد الصالحيّ عام 2014 أثناء الإعداد و وضع كتاب أمير الكمان، و هو ليس من أهمّ حوارات سامي، لكن هذا الرأي، بمعناه وليس تفصيله، مسجّل بصوت سامي.
أمّا عنّي فأقول:
ما ينتقده نقّادنا الأفاضل وسمّيعتنا التوّاقين دوماً للماضي الجميل في عمرو دياب وأصالة، وهذان مجرّد اسمان فقط، و النقد يطال كلّ أهل الموسيقى الدارجة في التسعينات وما بعد؛ كلامهم عن هؤلاء هو عين ما فعله باستحياءٍ سلامة حجازي مطلع القرن، ثمّ سيّد درويش و عبد الوهّاب و الأسماء تجرّ مع فارق التكنولوجيا و التأسيس.
فأمّا عن التقنية، فهو أنّنا ننتقد استخدام الغيتار باس الكهربائيّ و الإيقاع الآليّ، (درام ماشين DRUM MACHINE) والإيقاع السريع، إلخ، والواقع أنّ تغيّر الموضة هو ما فرض تغيّر المؤثّر، كذلك الفارق التقنيّ، فحين كانت الموضة صفّ الكمان، أتى به الشيخ سلامة حجازي، و حين أضحى البيانو في بيوت الطبقة الوسطى في برّ مصر، لم يجد سيّد درويش بأساً في استحضاره، و حين أضحى التانغو صرعةً في. المجتمع، استحضره عبد الوهّاب، والروك مع جيل بليغ حمدي، و من الطبيعيّ أن يأتي المؤثّر هكذا مع الشرنوبي و الشاعريّ، و من الطبيعي أن يأتي مؤثّر الموسيقى الإلكترونيّة مع أوكا وأورتيكا، لماذا إذن ازدراء جيلٍ والمغفرة لآخر؟
وأمّا التأسيس، فالقول أنّ ما أسّسه الشيخ أبو العلا محمّد أو الشيخ درويش الحريريّ سيُعلم بواطن النغم، فسيكون مؤثّره المستورد أقلّ حدّةٍ من مَن أسّسه عبد الوهّاب والقصبجي والسنباطيّ، وما أسّسه عبد الوهّاب والقصبجي والسنباطيّ الذي هو جيل بليغ والموجي وكمال الطويل، سيكون مؤثّر الاستيراد فيه أقلّ على الجيل الذي سيتأسّس على الموجي وبليغ وكمال الطويل، وهلمّ جرّا، فلماذا ازدراء جيلٍ والمغفرة لآخر ما دامت المحصّلة هي نفسها؟