موسيقى جديدة من لبنان. عن التنوع في مجتمع متشظ
تطور التقليد: تصميم رينر إلستنر
لا تزال عناصر الموسيقى العربية الكلاسيكية متواجدة في لبنان رغم تصريف موسيقى البوب العربية لها و لو بشكل مبسط. ذلك كله راجع إلى عدم توفير المساحة لأرباع التون والارتجال و قالب الوصلة في قوائم الموسيقى اليوم.
هذا بالإضافة إلى تغلغل و احتلال الآلات الأوروبية والإلكترونية محل الآلات العربية في كثير من الفرق. لكن جيلا من الموسيقيين اللبنانيين يفضلون أن يلتحقوا بتقاليد التخت العظيمة و بتقاليد الفرق العربية وهدفهم هو تطوير هذه الموسيقى من داخلها .. من أصلها و من قوالبها.
تقاليد متطورة و حركة موسيقية
إن ما نتج لنا هو موسيقى معاصرة لا تتبع الموسيقى العربية الرائجة و الجديدة ولكن نوع من الموسيقى تطور نفسها من تقاليدها. هكذا فإن فرقة أصيل و مصطفى سعيد – المصري – يكونون قوة محركة في لبنان.
و مصطفى سعيد يعمل أيضا كمدير لمؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية و هي توفر للموسيقيين سندا تاريخيا و دعما لعلاقتهم بالموسيقى العربية الكلاسيكية. إن مؤسسة التوثيق والبحث لديها كاتالوجات و مجموعة كبيرة من التسجيلات تعود لـ ١١٠ سنوات و هي تقوم بجمعها و تصنيفها و رقمنتها ومن ضمنها تسجيلات اسطوانات شمعية من بواكير تقنية التسجيلات.
من أنشط الموسيقيين في مجموعة أصيل يأتي غسان سحاب عازف القانون و هو يقدم صوتاً جديداً مؤسس على تقاليد و تقنيات العزف القديمة التي اكتشفها غسان و في أوائل مارس ٢٠١٧ أطلق غسان ألبومه المنفرد بعنوان “شرقي”.