أمّا أذا أردنا بعض التصنيف من خلال الحالين التين أسلفت ذكرهما، فهناك من يقول أنّ التقاليد الفصحى أميل لعدم ارتفاع الصوت، والتقاليد الشعبيّة أميل لارتفاع الصوت، والتقاليد الدينيّة والدارجة فيها من الحالين. على أنّي شخصيّاً أميل إلى عدم فصل التقاليد النغميّة الدينيّة، فتوجّهي فيها أنّها كسائر الأحوال، منها ما يندرج تحت النغم الفصيح، ومنها ما يندرج تحت الدارج ومنها ما يندرج تحت الشعبيّ، وللتمثيل على هذا:
لو أخذنا التواشيح، كتوشيح أضاء النور مثلاً، والمغنّى من الكثير من المنشدين أمثال الشيخ علي محمود ومحمّد الفيّومي وغيرهما الكثير، بالسمع والتحليل نعلم أنّ ملحّن هذا الكلام ينتمي للنغم العربيّ الفصيح، ولو أخذنا لحناً كلحن الثلاثيّة المقدّسة، والتي سجّلته السيّدة أمّ كلثوم حوالي عام 1972، ولحّنه الأستاذ رياض السنباطي، نجد أنّه يتبع نفس طريقة الموسيقى الدارجة في الستّينات والسبعينات.
أمّا لو أخذنا ما يغنّيه الشيخ الدريني مثلاً، فإنّه يشبه في لحنه ألحان الموسيقى الشعبيّة في صعيد مصر.
فلماذا يصنّف البعض الموسيقى الدينيّة كتقليدٍ نغميٍّ مستقلّ؟