لنبدأ بالجيّد والرديء والحكم عليه:
لماذا يؤخذ انطباعٌ بسابق جودة عملٍ ما إذا كان الغناء فيه لأمّ الشهيد، أو للمقاومة أو حملت مقطوعةٌ عنواناً ثوريّاً أو مقاوماً؟ و يُفترض في العمل سوء جودةٍ إذا
حمل في طيّاته كلاماً غير مألوفٍ أو خارجٍ عن الآداب العامّة (مع التحفّظ على المصطلح)؟
هل ينبغي أن يُقاس النغم بمحتواه الكلاميّ؟ وإن كان، فما معيار قياس المحتوى الكلاميّ؟ هل بمضمونه أم بجودته؟ كم تكون نسبة جودة النغم في الحكم على جودة العمل لو كان العمل غنائيّاً؟ و كم تكون نسبة قياس العنوان لو كان العمل نغميّاً خالصاً لا غناء فيه؟
لماذا يعتبر الكثيرون مَن يعلن عدم تفضيله لحناً عن القضيّة أو الثورة، تافهاً أو سطحيّاً؟ لماذا يطلقون نفس الصفات السابقة على مَن يميل لسماع ألحانٍ ذات كلامٍ غير مألوفٍ أو خارجٍ عن الآداب العامّة؟
قد نما لأُذُناي ألحانٌ من النوع الثاني بها طربٌ و صنعةٌ و جدّيّةٌ في التعامل مع النغم أكثر من النوع الأوّل.
لماذا يقسَّم النغم بمضمونه الكلاميّ والطبقيّ لا محتواه النغميّ؟
دُرنا في فلك نفس الفكرة بما فيه الكفاية والتمثيل، و الآن نضرب بعض الأمثال العمليّة على مقصدنا من الحكم على النغم، لكن، علينا أن نقف في مقدّمةٍ أُخرى تحوي بعض الأسانيد المنطقيّة و التفسيرات الاصطلاحيّة التي سنسير بها سويّاً في هذه الخواطر، و نحاول إسناد المصطلحات التي سنستخدمها لأقرب شائعٍ لها في أمّتنا بأيّ لغةٍ كانت، في أوّل مرّةٍ نأتي على ذكر مصطلحٍ ما، ثمّ أكتفي بذكره بالطريقة التي أرى أنّها الأنسب في مقامنا هذا.
و للحديث بقية ...